بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
.............................. .
الرياء لغة : استرآه : استدعى رؤيته . وأريته إياه إراءً.
وراءَيته مـراآةً ، ورئاءً : أريته على خـلاف ما أنا عليه ، وكرأيته ترئية.
القاموس المحيط .
قلت : وعليه يكون مشتق من الرؤية ، فالمقصود إظهاره للناظرين لتحقيق غاية .
الرياء اصـطلاحا :-
[ هو أن يفعل شيئا من العبادات التي أمر الله بفعلها له لغيره 000
قال سهل : قال لقمان لابنه : الرياء أن تطلب ثواب عملك في دار الدنيا وإنما عمل القومللآخرة .
قيل : فما دواء الرياء ؟ قال كتمان العمل .
قيل له : فكيف يكتم العمل ؟ قال :ما كلفت إظهاره من العمل فلا تدخل فيه إلا بالإخلاص ، ومالم تكلف إظهاره أحب ألا يطلع عليه إلا الله .
قال : وكل عمل اطلع عليه الخلق فلا تعده من العمل .
وقال الحسن رحمه الله : طلب حظ النفس من عملها في الدنيا . ]
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 5/181 .
وقال ابن العربي : [ طلب ما في الدنيا بالعبادات ، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس . ]
أحكام القرآن لابن العربي 4/1984 .
وقال أبو محمد عز الدين بن عبد السلام رحمه الله : [ الرياء : إظهار عمل العبادات ؛ لينال مظهرها عرضا دنيويا ، إما بجلب نفع دنيوي ، أو لدفع ضرر دنيوي ، أو تعظيم أو إجلال . ]
قواعد الأحكام 1 / 147 .
قال ابن حجر رحمه الله :[ إظهار العبادات ؛ لقصد رؤية الناس لها فيحمد أصحابها .
قال الغزالي : المعنى : طلب المنزلة في قلوب الناس ، بأن يريهم الخصال المحمودة ، والمرائي : هو العامل . ]
فتح الباري 11 / 336 .
التعريف حسب اجتهادي :-
إظهار مايتقرب به لله ، لغيره مطلقاً .
شـــــــرح التعريف :-
قولنا : إظهار ، ضد الإسرار ، وهو طريق الإخلاص ، والإظهار لايكون إلا مقصوداً ، والقصد لايكون محرماً ، ولارياءً ، إلا إذا كان لغير الله ، فلو أظهر الصدقة قاصداً حث الناس على فعل الخير ، فإن هذا الإظهار طاعة وقربة لله تعالى ، وليس رياءً محرماً .
قولنا : مايتقرب به لله ، أي : ماكان التقرب به لله مشروعاً ، بأصـله أو بالنية ، أي : بورود الدليل ، أو التعبد بالقصد ، من الأقوال ، والأعمال .
قولنا : لغيره مطلقا ً ، أي : لغير الله ، سواء كان لنبي مرسل ، أو ملك مقرب ، علم بالحكم ، أو جهله ، والله أعلم .
مطلب : في الفرق بين العبادات ، وفعل الشيء لله .
يتبين الفرق عندما نتأمل الأعمال المشروعة بأصلها ، كالصلاة ، والأعمال التي لم تشرع بأصلها ، التي إذا قصد العبد بها الوصول إلى طاعة الله ، فإن له عليها أجراً ، كالأكل ، والنوم ، فلا نقول : النوم عبادة ، والأكل عبادة ؛ لأنها لوكانت كذلك ، لما جاز النوم بغير نية العبادة ، ولم يجز صرف النية فيه للراحة ، أو سد الجوع في الأكل ، فهذا دليل واضح على أنها ليست عبادة ، فجواز صرفها وتركها دليل عدم اعتبارها عبادة .
إذا هي من الأعمال التي يؤجر العبد عليها بالنية ، ولا يأثم بنية التمتع المطلق بها ، وهذا فرق واضح بين العبادة والعمل لله .
وبناء على ماتقدم ، من البيان ، لو أن أحداً يرائي بأكله ، فلانقول : إنه أشرك ، أو حبط عمله ؛ لأنه لم يعمل عبادة ، وإنما عمل عملاً ، لو قصده لله لكان مأجوراً عليه .
تعريف الرياء وطرق علاجه
الرياء وما أدراك مالرياء
الرياء تعريفاً:هو أن يظهر العبد عبادته أويحسِّنها ليراه الناس فيمدحوه عليها.
والرياء :يكون فيما يرى من العمل:كالصلاة والصدقة والحج وغيرها.
أما السمعة:فتكون فيما يسمع:كقراءة القرآن والذكر والوعظ وغيرها.
أعاذنا الله وإياكم من الرياء والسمعة
أما طرق العلاج من الرياء فهي
مجاهدة النفس في الخلاص من الرياء . ولا يضرُّ صاحبه مادام كارهاً له
تذكُّر عظمة الله وجلاله واستحقاقه وإخلاص العبادة له وحده
تذكُّر أن الرياء يحبط العمل الذي قارنه ويأثم صاحبه
تذكُّر الموت وسكراته،والقبر وظلمته،واليوم الآخر وأهواله
الدعاء الله والألتجاء إليه،فقد ورد في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه
وخوف رسولنا الكريم علينا منه بقوله
{ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟}
قالوا:بلى يارسول الله.قال: ((الشرك الخفي،يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته،لما يرى من نظر رجل))رواه أحمد
ومعنى أخوف أي :أشد خوفاً.
والمسيح أي :الممسوح العين.
الدَّجَّال:الكذاب.
والشرك الخفي :سمي خفياً؛لأنه عمل قلبي لا يعلمه إلا الله.
ومعنى يزين صلاته أي:يُحسِّنها بطول القيام والطمأنينة ونحو ذلك.
اللهم إنا نعوذ بك من الرياء والسمعة وكل ماتبغضه وتكره يارب العالمين